الذبيح اسماعيل (عليه السلام) مع الشيخ حسن محمد حسن الواعظ بالازهر الشريف
متابعة المستشار الاعلامي هيثم زكريا الاصيل
الحمد لله وكفي وصلاة وسلاما علي عباده الذين اصطفي وبعد:
بعد أن قص الخليل ابراهيم الرؤيا علي ولده والتي فيها أنه يذبحه فما كان من إسماعيل إلا أنه أجاب بلسان اليقين ومنطق الحق المبين " يا أبت افعل ماتؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين "
وحانت الآن اللحظة الحاسمة لحظة الفراق وأراد إبراهيم عليه السلام أن ينفذ أمر الله وقلبه يكاد أن يتفطر علي ولده وفلذة كبده وريحانة فؤاده ولما لا وقد رزق به بعد أن بلغ من الكبر عتيا وليس هو أي غلام إنما غلام يتصف بالحلم...ولكنه مع ذلك في غاية الرضا عن الله واصطحب إبراهيم إسماعيل وكبه من وجهه ليذبحه من قفاه وذلك حتي لا يري وجهه حتي لا يتأخر عن تنفيذ أمر الله.
ووضع إبراهيم السكين علي رقبة ولده إسماعيل ولكنه لاحظ أن السكين لم تخدش جلدا ولم تقطع لحما فتعجب قال بعض المفسرين لما وضع السكين علي رقبة إسماعيل لانت كالحرير مع أن السكين من شدتها وحدتها تكاد أن تقطع الهواء ولكنها كلت عن الذبح والقطع .
وكأن حوارا خفيا دار بين الخليل إبراهيم وبين السكين! فكأنه يقول: عجبا لك أيتها السكين احتجت إليك في العمر مرة فلم تخدشي جلدا ولم تقطعي شعرة!
وكأن السكين ترد قائلة: يا إبراهيم إن الذي أخذ من النار حرقها هو الذي أخذ من السكين ذبحها!
وكأن الخليل عليه السلام يقول للسكين: عجبا لك ما رأيت سكينا مثلك لا تقطع..وكأنها ترد قائلة: وأنا ما رأيت عينا مثل عينك لا تدمع.!
حرك السكين علي رقبة إسماعيل لكنها لم تتحرك وكأنها تقول بلسان الحال والمقال يا إبراهيم إني مأمورة وعلي عصيانك مقهورة ومجبورة فالخليل يقول اذبحي والجليل يقول لا تذبحي وأنا من قبل الجليل لا من قبل الخليل!
يا إبراهيم كيف أقطع منه الحلقوم والأوداج وفي صلبه نور محمد صاحب المعراج.!
وأصبح الوالد الآن في حيرة شديدة لا يدري ماذا يفعل وإن شئت فقل: الكون كله يتضرع إلي الملك القدير أن يفدي هذا الابن الصغير وأن يرحم هذا الشيخ الكبير...
فاضت بالعَبرة عيناه *** أضناه الحُلم وأشقاه
شيخٌ تتمزق مُهجتُه *** تتندى بالدمع لَحياه
ينتزع الخطوة مهموماً *** والكون يناشد مسراه
وغلامٌ جاء على كِبَرٍ *** يتعقّبُ في السير أباه
والحيرة تُثقل كاهله *** وتُبعثر في الدرب خطاه
ويهم الشيخُ لغايته *** ويشُدُّ الابن بيمناهُ
بلغا في السعي نهايته *** والشيخُ يكابد بلواه
والمشهد يبلغُ ذروته *** وأشد الأمر وأقساه
وأُمرتُ بذبحك يا ولدي *** فانظر في الأمر وعقباه
ويجيب العبد بلا فزع *** افعل ما تُؤمر أبتاه
لن أعصي لله أمراً *** من يعصي يوماً مولاه ؟
واستلَّ الوالد سكيناً *** واستسلم ابنٌ لرداه
ألقاه برفق لجبينٍ *** كي لا تتلقى عيناه
أرأيتم قلباً أبوياً *** يتقبل أمراً يأباه !
أرأيتم ابناً يتلقى *** أمراً بالذبح ويرضاه !
ويقول الحقُ ورحمتُه *** سبقتْ في فضل عطاياه
صدَّقتَ الرؤيا لا تحزنْ *** يا إبراهيمُ فديناه.
ونجح إبراهيم عليه السلام في هذا الاختبار وفدي الله اسماعيل من الذبح عندما استسلم لأمر الواحد القهار
" وفديناه بذبح عظيم "
.jpeg)
إرسال تعليق
اترك تعليق حول الخبر