أسيوط - عيد شافع
في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي نشهده في السنوات الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة فعالة ليس فقط في المجالات العلمية والصناعية، بل أيضًا في نشر الشائعات والمعلومات المضللة بشكل يصعب اكتشافه من قِبَل المستخدم العادي. ومن هذا المنطلق، نظم مركز إعلام أسيوط بالتعاون مع الهيئة العامة للاستعلامات ندوة تثقيفية بعنوان "استخدام الذكاء الاصطناعي في نشر الشائعات وكيفية الوقاية منها"، ضمن الحملة الإعلامية التي أطلقتها الهيئة تحت شعار "اتحقق قبل ما تصدق".
أهمية الندوة ودورها التوعوي
استهدفت الندوة تسليط الضوء على المخاطر المتزايدة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في نشر الشائعات والتلاعب بالمعلومات، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأشارت الأستاذة عبير جمعه حسين، مدير مركز إعلام أسيوط، في كلمتها الافتتاحية إلى أن الهدف الأساسي من هذه الحملة هو توعية المواطنين بأهمية التحقق من صحة الأخبار قبل تداولها، في ظل تزايد الاعتماد على الإنترنت كمصدر رئيسي للمعلومات.
مفهوم الذكاء الاصطناعي وتأثيره
خلال الندوة، قدَّم المهندس أيمن عياد، عميد مركز تكنولوجيا المعلومات بجامعة أسيوط، شرحًا وافيًا لمفهوم الذكاء الاصطناعي، موضحًا أنه يشير إلى قدرة الآلات والبرامج على تنفيذ مهام تتطلب ذكاءً بشريًا مثل التعلم، والتفكير المنطقي، واتخاذ القرارات. وأضاف أن تقنية "التعلم العميق"، التي تعتمد على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي الدماغ البشري، هي أحد أبرز مظاهر الذكاء الاصطناعي اليوم.
وأشار إلى أن هذه التقنيات تُستخدم بشكل متزايد في إنشاء محتوى مزيف، مثل الصور والفيديوهات المفبركة، مما يؤدي إلى انتشار الأخبار الكاذبة بشكل يصعب تمييزه عن الأخبار الحقيقية.
التحديات التي تفرضها الشائعات المدعومة بالذكاء الاصطناعي
من جانبه، تناول الدكتور أحمد سويفي، وكيل وزارة الشباب والرياضة بأسيوط والمشرف على البرنامج القومي لمواجهة الشائعات، التحديات التي تفرضها الشائعات المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن هناك أطرافًا عديدة تستغل هذه التقنيات لتحقيق أهداف خاصة، مثل التأثير على الرأي العام أو تشويه صورة شخصيات أو مؤسسات بعينها.
وأضاف أن مع زيادة انتشار منصات التواصل الاجتماعي وتطور أدوات إنشاء المحتوى الرقمي، أصبح من السهل إنتاج محتوى مضلل يصعب التحقق من صحته بالطرق التقليدية.
استراتيجيات التصدي للشائعات
أحد المحاور المهمة التي تطرقت إليها الندوة هو كيفية مواجهة هذا النوع من الشائعات. وأكد الأستاذ عاطف محمد علي، مدير إدارة التعليم المدني بمديرية الشباب والرياضة بأسيوط، أن التصدي للشائعات يتطلب تكامل جهود الجهات التنفيذية والإعلامية مع المجتمع المدني. كما شدد على ضرورة نشر ثقافة التحقق من الأخبار قبل مشاركتها، وتوعية الشباب بكيفية استخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي.
وأوضح أن هناك أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكن تطويرها لمكافحة الشائعات، مثل تطبيقات قادرة على تحليل البيانات وتحديد الأخبار المزيفة، بالإضافة إلى أدوات تتيح للمستخدمين التحقق من مصادر الأخبار.
دور الإعلام في نشر الوعي
اختتم اللقاء بالتأكيد على دور الإعلام المحلي في التصدي للشائعات ونشر الوعي. وأشار الأستاذ محسن محمد جمال، مدير عام إعلام وسط الصعيد، إلى أهمية تعزيز ثقة الجمهور في وسائل الإعلام الرسمية من خلال تقديم محتوى دقيق وموثوق. كما دعا إلى تكثيف الجهود التوعوية في مختلف المحافظات لمواجهة هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد استقرار المجتمعات.
حضور واسع ومشاركة فعالة
شهدت الندوة حضورًا مميزًا من أعضاء مراكز الشباب والكيانات الشبابية، ومكلفات الخدمة العامة، والرائدات الريفيات، إلى جانب عدد من ممثلي الأجهزة التنفيذية ووسائل الإعلام المحلي بمحافظة أسيوط. وقد أثنى الحضور على أهمية الموضوع المطروح، مشددين على ضرورة تنظيم مزيد من هذه الفعاليات في مختلف المحافظات.
في النهاية، تبقى مواجهة الشائعات المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي مسؤولية جماعية تتطلب وعيًا مجتمعيًا وتعاونًا بين مختلف الأطراف، لضمان نشر المعلومات الصحيحة وحماية المجتمع من التضليل. وتؤكد جريدة "ضي النهار" على التزامها المستمر بدورها التوعوي في التصدي للشائعات وتعزيز ثقافة التحقق من الأخبار بين القراء.
إرسال تعليق
اترك تعليق حول الخبر